رعاك الله يا ذاك الوصال ومنبع التحنان
رعاك الله يا أجمل من سكن فيني وهو فيني
رعاك الله يا وقتٍ غدا في سالف الأزمان
بداياته تفرّحني نهاياته تبكيني
غدت ذكرى من الماضي ولكن يعقب النسيان
وذكراها على رف المشاعر ما يخلـيني
أنا الغرقان في بحر الهوى والشوق للخلان
ولا عندي سفينة نوح تاخذني وتنجيني
حزن يعقوب في صدري وصدري موطن الأحزان
ألا ليت القميص اليوسفي ياتي ويبريني
ولا ابيّضت عيوني من فراقه قلبي الوجعان
وِصاله نبض يحييني وبعده موت ينهيني
عليك الله يا جرحي فلا تشره على الغلطان
وأنا جرحي من أسبابه ولا غيره يداويني
ترى شوقي مثل طيرٍ يغرّد بأعذب الألحان
على غصن الوله مكسور ولا عنده جناحيني
يا كم أرسلت مرسول الغرام وقلبي الشفقان
وأشوف الصمت سيّـد موقفه والبين يطويني
وعطيته من قصيدي ما عطاه إنسان لأي إنسان
وأشوفه ساكت وكأنّه على الهجران يدعيني
وإذا ناوي على الهجران أنا ناوي على الهجران
ولكن لا نويت أرجوك، لا تنوي تخليني