من تمرّدَ سواكِ عليّ فأسقط عنّي تهمةَ الحبّ...
ومن ولّدَ فيّ الثورةَ وكنتُ عقيمًا سواكِ...
وما العمرُ وأنتِ تكبرين وأنتِ ربيعهُ
يمشي على جسدي نيسانًا من حوارِ الثّورةِ
مع الأرض...
ومن أنتِ سوى قانونٍ خالفَ كلَّ قوانين هذه الأرض...
وما الأرض سوى امرأةٍ تشبهكِ تفتحُ بين يديها
الكون إلى ربيعٍ جديد...
اليوم تكبرُ القضية ربيعًا جديدً
وتصبحُ ثلاثينيّةً بقلبِ طفلةٍ وعقل نابغة
وروحِ ثائرة
لكنّها في كلّ المراحل الزمنية عاشقتي العذراء
حُلمُ الرّجال في سرّهم
وحقيقةُ الأسرى أنّى يرونَها في كلّ حرية...
فالأحرار إنْ ما تعرّفوا عليكِ ما عرفوا نُبلَ قضيّتهم
فأيّ عظيمةٍ أنتِ في هذا العالمِ المجنون
وكيفَ تحاربين وحدَكِ ظلام الحكّام
وانتقاص حقوق الأمومة والمرأةِ والنقد والعدل في أمّةٍ التهَمَها حكّامُها ورجالُ دينِها...
وهل تقومُ الدولةُ إلا على يدِ قائدةٍ مثلِكِ؟
نيسان كذبةٌ كبيرةٌ
لكنّك الحقيقةُ المطلقةُ تغزو كلّ أبوابِ النفاق
فتفتحُ أسوارَ مدينةٍ فاضلة على رُفاةِ الفاسدين
وتبني هيكلًا وسطَ كلّ هذي الحربِ للعاشقين الثائرين...
القانون قبضةُ الحبّ في يديكِ ميزانًا
يميلُ نحوكِ كيفما دُرتِ
وكفّتاكِ كشهدِ عينين مضيئتين في ليلِ المعنى
وأنتِ محورُ الحقّ لما ولّيتُ وجهي شطرَ الحبّ الحرام...
وأنتِ نجوايَ للسماء تمطرُ في نيرانِ جسدي
الحقّ والحياة...
فالسلامُ عليكِ في هذه الحياة رحِمًا أقدّسهُ
يولّدُ أطفالًا من النور
لأن وحدكِ تستحقّين الأمومة في هذا العالمِ اليتيم...
ولأنّ وحدَكِ من سيعتقني من حبالِ المشنقة
في تهمة الحبّ...
فانولدي الآن بردًا وعدالةً في دمي
وناوليني من عينيكِ الحريّة.
د. هادي مُراد