من زمان أنا و زغيرة كان في صبي
يجي من الحراش ألعب أنا وياه كان أسمه شادي
أنا و شادي غنينا سوى
لعبنا على التلج ركضنا بالهوا
كتبنا عالحجار قصص زغار و لوحنا الهوا
و يوم من الأيام ولعت الدنيي
نلس ضد ناس علقوا بهالدنيي
و صار في قتال يقرب عالتلال و الدني دني
و علقت عطراف الوادي شادي راح يتفرج
خفت و صرت أندهلو وينك رايح يا شادي
أندهلو و ما يسمعني و يبعد يبعد بالوادي
من يومتها ما عدت شفته ضاع شادي
و التلج إجا و راح التلج
عشرين مرة إجا و راح التلج
و أنا صرت إكبر و شادي بعدو صغير
عم يلعب عالتلج
*************
أعطني الناي وغنِّ .. فالغنا سرّ الخلود
وأنين الناي يبقى .. بعد أن يفنى الوجود
هل تَخَذت الغاب مثلي .. منزلاً دون القصور
فتتبّعت السواقي .. وتسلّقت الصخور
هل تحمّمت بعطر .. وتنشّفت بنور
وشربت الفجر خمراً .. في كؤوس من أثير
أعطني الناي وغنِّ .. فالغنا خير الصلاة
وأنين الناي يبقى .. بعد أن تفنى الحياة
هل جلست العصر مثلي .. بين جفنات العنب
والعناقيد تدلّت .. كثريّات الذهب
هل فرشت العشب ليلاً .. وتلحّفت الفضا
زاهداً في ما سيأتي .. ناسياً ما قد مضى
أعطني الناي وغنِّ .. فالغنا عدل القلوب
وأنين الناي يبقى .. بعد أن تفنى الذنوب
أعطني الناي وغنِّ .. وانْسَ داءً ودواء
إنّما الناس سطور .. كُتبت لكن بماء