الحزن
دائرة مغلقة
يطوف فيها المتعبون
كيْ لا يجرؤ الأمل
على الَّلحاق بهم
ولا تدرك الضحكة طريقا يوصل إليهم
والحزانى يكبرون تحت الظّلال
كأشجار غامضة
وطرقات تعبّد على مهل
يحبّون ضحكة الغراب
وأغنية الحجل
حين تهاجر أنثاه على عجل
دون وداع مسبق
وهم طيّبون
كتلّة بعيدة
أنِست بإكليلها
وبأعشاب الزّعتر
اليابسة
هادؤون كامرأة تستاك في العشيّة
وتصفّف شعرها بالزيت
في أسفل قنّينة خضراء
لموعد لا يأت
مولعون بتقشير اللوز
وتلوين النسيان
يردّون البرق إلى السّماء
بأغصان النّارنج القديمة
يدفعونه
لأنهم لا يحبون المطر
لكنهم
يكنسون ضفاف الوادي إلى سهولهم
كي تكبر الذّكرى بطمْي
ويضطرم الحنين
والحزانى لهم طريقتهم في المشي
يحدّقون في التراب
كي لا تدوس أعينهم
بيض الحمامْ
ولهم طريقتهم في الكلامْ
يكسّرونه على حجر بحجر
ليصير
مسامير
يعلّقون عليها أحلامهم
الحَزَانى سعداء بثقوبهم
منها يدخل الهواء إليهم
لطرد الغمامْ
ومنها يدخل الضّوء
كي يدفع غصّة في الحلقْ
والحزانى
يموتون برفقْ
كيْ لا يحرجوا الزيتون
ولا يجرحونه
يغمضون عيونهم في النهار ويفتحونها في الليل
ربّما يأخذ القمر بأيديهم
ويرفعهم درجات خفيّة عن الحياة
والحزن
فراغ يقفز في الدّائرة
يُغمد شعاعه فيهم
كيْ لا يصدروا الضجيج