من الغريب ان اشكر فيروس من اكثر الفيروسات الفتاكة الحالية لكن بطبيعتي انظر الى الاشياء بايجابية و كغير الكثيرين اركزعلى النصف الممتلئ و احاول ملئ النصف الاخر بالتفكير الايجابي. من المحتمل ان يلومني الكثير على هذا المبدأ, و لكن عند قرائتهم هذه المقالة يمكن ان يعذرني و بل يوافقني الكثير على فكرتي.
لحد كتابة هذه المقالة فتك الفيروس بالكثيرين و اصاب الكثيرين بالفزع و اتجرأ ان اقول ان هذا الفيروس ارهابي من الدرجة الاولى, فوصل الحد بالكثيرين نتيجة هذا الارهاب ان يقومون بالكثير من الخطوات التي من الممكن قد تكون مبالغ بها.
و كما ذكرت مسبقا, هناك جانب مشرق قام به هذا الفيروس , و هو ما كنت احاول شخصيا ان انشره ما بين المتابعين لمدة سنة كاملة, قام به هذا الفيروس باشهر قليلة, و هو الوقاية و التوعية الصحية, نعم من خلال هذا الفيروس اصبحت الوقاية هي حديث الشارع و المناعة هي شغل الشاغل للجميع, اما التوعية الصحية فقد ارتفعت مستوياتها عند الكثيرين و اجبرت الكثيرين تبني العديد من العادات الصحية التي كانوا غافلون عنها مسبقا.
على سبيل المثال سمعت احد الاشخاص البسيطين الذي يعمل في استراحة لقاعة رياضية, سمعته يتحدث عن الفيروس و هو ينظف بعناية الاسطح الممكن تلوثها باي فيروس و يقول للاشخاص الموجودين بعض المعلومات عن التنظيف و اهميته في قتل الفيروس و اكمل حديثه باعطاء معلومات عن نسبة الوفيات القليلة التي ممكن مقارنتها بفيروس الانفلونزا.
و في لقائي ببعض الاصدقاء و الاقارب فينقسمون الى قسمين, فالفريق الاول هو الفريق المهتم بالنظافة و بدأوا بتحصين بيوتهم و عائلاتهم بصورة جيدة لمنع الفيروس من الوصول اليهم و الفريق الثاني هو المهتم بالمناعة كيفية زيادتها و ما هي النقاط التي تساعد على زيادتها.
و بذكر المناعة, ساعدتنا هذه الحالة من القلق في البحث عن كيفية مساعدة كرياتنا البيضاء في حربها مع الفيروس و التحري عن كيفية تبني الممارسات الجيدة والتوقف عن الممارسات الخاطئة التي ممكن ان تؤثر بالسلب على المناعة.
و اخيرا, هناك درس يجب ان نستلخصه من مثل هذه المواقف, و هو العقلانية في مواجهة المشاكل و التركيز على الجزء الايجابي و انتظار الضوء في نهاية النفق, فالقلق لا يغير الغد و لكن يلون اليوم بالسواد.