مطرٌ على شبّاكِها يتصوّفُ
فكأنّ لا ربٌّ لديها يُعرَفُ
يحكي معي وأنا أحدّقُ نحوها
فتغارُ من نظري إليها الأسقفُ
لو جرّدتني عن رؤاي لجئتُ
وحدي عارفًا أنّي الذي لا أعرفُ
كلّ التجاربِ تحتويني شاعرًا
لكنّها لا تحتويني الأحرفُ
آتي لأكتبَها فأخرجُ عن قواعدِها
وهلْ شَرْعًا يُدانُ مؤلِّفُ؟
فأكادُ أكشفُ أنني لستُ الذي
من قبل كنتُ شفاهها أستكشفُ
في شَعرِها عتمٌ وأضواءٌ مُّجعّدةٌ
وأسلحةٌ وغيمٌ يقصفُ
وقصائدٌ منسيّةٌ في خدّها
لو مسّتِ الأقلام فورًا تعصفُ
مطرٌ يُبادلُ خدّها الغزلَ القديم
يُبيدهُ قُبَلًا ولا يتوقّفُ
إذ هيّأتْ عيناكِ لي وطنًا يناهضني
لأنّي نحوَ جُرحِكِ أزحفُ
أحتارُ هل في كبوتي كبتٌ وهل
في داخلي بردٌ سواكِ يجدّفُ؟
وأنا المجاهدُ لي حروبٌ معْكِ
أربحُها وأخسرُها لأنّي خائفُ
لي غربةٌ ناجتكِ ألا ترحلي
وأنا الترابُ بنقشِ صخرِكِ يحلفُ
لم أبتعدْ إلا بمقدار المدى
ثمّ اقتربتُ لأنّ قلبَكِ يوسفُ
لم ينتظرْ لتراوديهِ بحلّهِ
حتى غدا بحرامِهِ يتعفّفُ
فلتُغلقي قمصان قلبي فهْيَ
تعرفُ أنّني بالانتظارِ مُغلّفُ.
د. هادي مُراد