رفقًا بهذا القلبِ يا امرأةً عَصَتْ
أمَرَتْ فؤادي أن يكونَ فكانَ
ممشوقةُ الخدّينِ كالفرَسِ التي
إنْ كشّرَتْ عَبَرتْ إليّ حَنانا
غضبتْ فمالَ الكونُ عن أكتافِها...
سكَتَتْ هنا فتكلّمتْ ألحانا
فالخدُّ مثلُ الخيلِ مُمتدٌّ وخصرٌ
في النفوسِ مبدّدٌ أحيانا
تعلو وتدنو قسوةً في سرجِها
وتغازلُ الرّملَ الذي ما لانا
بينَ النساءِ وبينها شُقَّ المدى
شتّانَ عزًّا مِثلها شتّانَ
وقَفَتْ فكلُّ الكونِ في ذَهَلٍ وإنْ
عَبَرَتْ تُثيرُ بذي القلوبِ حِصانا
إن أسرَجتْ يدَها توضّا الخيلُ
منها واستبدَّ لقاءها إيمانا
سمراءُ... ذا خيلٌ تراودهُ عنِ
الفرسانِ حتى هدّتِ الفرسانَ
مَنْ مثلها في العُربِ، لا الخنساء
لا البيداء، قُل لا تشبهُ الإنسانَ
حوريتي السمراء، فارسةُ المدى
بنتُ الوليدِ، رأيتُها الأكوانَ
د. هادي مُراد