غدًا سيتكلم العالم أني وجدتُكِ
وأنك وجدتني
وأننا التقينا على اختلافِ الفكر وتقارب الجسد
وتلاحم الشعر...
غدًا سأعرف أني كبرتُ بلا همٍّ
أو ندمْ...
وأني استغليتُ بكامل قوّتي موعدًا أزليًا
لأعبّرَ لكِ عمّا خرّبت في قلبي...
وأنا أصلي لأصابعكِ العشر
ولإلهٍ جمعني بهم...
غدًا ستعلميني كيف آكلُ بالشوك والسكين...
وسأعلمكِ كيف تجالسين الفقراء في سرّهمْ
وكيف تتربعين جلوسًا في غرفةِ بيتنا العربية
وكيف يمكن أن تطوي قدميك العاجيّتين على سجادةِ أبي العجمية...
غدًا ستعلميني كيف أكون قويًا على إغرائك...
وسأعلّمكِ كيف صبرتُ على الضعف طوال هذا العمر
وكيف أروّضُ شهوتي بالصلاة لإلهٍ غير الجنس...
غدًا ستعلميني أنّ ما ترتديه هو من صلب العادة
وتقنعيني أنّ الجمال البرونزي في قدميكِ أو كتفيكِ
ليس حكرٌ لي فهو وسيلةٌ حيّةٌ لإثبات جمال الله...
وسأقنع نفسي بأني لا، لستُ مغفّلًا إذا وافقت معكِ على كل ذا
وأني رجلٌ أصيلٌ-ماشاءالله- قبلت بكل أفكاركِ في مرماي الذي
يكاد يصبح بلا شبك...
غدًا ستموت في عينيّ كل النساء...
غدًا سيموت كل العالم في نظري....
لكنه سيبقى العالم كله يحتويك في نظرهِ
وأنا المسكين لن يذكرني أحد إلا بأشيائي التافهة
كهذه القصيدة
مَثَلًا.
د. هادي مُراد