الحمد لك يا الواحد المعبود ربّ العالمين
حمداً يليق بوجهك الأكرم يبلغ منتهاه
لك الثّنا والفضل والإخلاص والعلم اليقين
يخضع تحت سلطة جلالك كل ملك وكل جاه
اعظم نعمك العافية ما دامنا لك مسلمين
وأعظم مثوبة جنّة الفردوس للي بك رجاه
بعث فينا الأنبياء مبشرين ومنذرين
الشرع لا طف ولظاه أرسلت من يوقد سناه
يوم الحنيفية على نهج الرسل والصالحين
موحدين ما بهم من يشرك اللات بدعاه
جاهم خبيث جاه لن يدعو لدين المشركين
والمعصية من سنّها يشتاق ام بالي وراه
وانتشرت الأصنام ووضع العرب وضع مهين
ساد الضلال وعمّها الهوى والجهل دارت رحاه
يا اهناب السّادة ويلطى جمرها المستضعفين
البنت تدفن والضعيف يهان ما يوخذ قضاه
وأرسل إله الكون للأمة ختام المرسلين
في يوم تاسع من ربيع أول على حسب الرّواه
في وسط عام الفيل واتكاشف معه نور مبين
ينور على اهل الشام من شدة بريقه مع صغاه
صبيحة الاثنين ما اختلفوا عليها الباحثين
نص الحديث الثابت الي ما نطق به عن هواه
مولده هزّ ديوان كسرى واصدع الصرح المكين
بعد انطفت نار المجوس بأمر من عالي سماه
وتهدّمت جمع الكنايس في جنوب الرافدين
غاضت بُحيرتها بعد كانت تفيض بهالمياه
اسمه محمد ما سبق لاسمه سمي بين البنين
سمّاه جدّه وافرده بهالاسم والله اصطفاه
وأبوه عبدالله توفى والنّبي توّه جنين
والفع يتيماً ما رعاه أبوه مير الله رعاه
والجدّ عبد المطّلب له هيبة وعقلاً فطين
يغليه من بد لعياله وكافله بأول صباه
من ناس الهاشم هاشماً للخبز في عجف السنين
يملا الصحون ولا حسب كثر الخساير من سخاه
من يوم قفت به حليمة وانكفوا به راجعين
شافوا برقته وأيقنوا بأنه رفيع مستواه
تشبع غنمهم فالمثالي والجماعة ممحلين
حتى ولو تابعوا غنمها فالجهة والاتجاه
خافوا عليه وعزموا رده لمكّة مسرعين
من بعد ما شقّ الملك جبريل صدره في الفلاه
وأمّه توفت بعدها وأصبح يتيم الوالدين
حكمة من المولى لجل يكشفله دروس الحياه
لأن الشدايد تصقل الرجال والمعدن يبين
والرجل ما يصبر على الشدّات لا بطاغي رخاه
شبّ وترعرع ف عناية ربّه ونعم المعين
صدّه عن الأصنام والأزلام والهم كفاه
يرعى الغنم والرعي سنّة الأنبياء السابقين
ما اتبعث قبله نبي إلا رعى جمع الشياه
لين اشتهر طيريه بين الناس بالصادق الأمين
وأعلن زواجه من خديجة واهتنى والله غناه
كان يتعبد في سكون الغار من حين لحين
يتفكر بخلق السما والكون من هو الي بناه
والوحي جاه بوسط غاره بعد تم الأربعين
وأيقن كلام الله من جبريل يوم إنه قراه
ثم ابتدت بعثة نبي الله بدعوة الأقربين
يدعو لنبذ الشرك والفرقة وتوحيد الإله
عادوه قومه وأعلنوا أنهم بدينه كافرين
وأكمل مسيره في بيان الدين ما وقف خطاه
الحق حصحص وأهل مكة بالضلال معاندين
تبّت يدين أبو لهب فالنار يوم الله خزاه
وأضحوا لها الأنصار عن دومه كما حصنٍ حصين
واتسابقوا في نصرة الإسلام وابتاحوا عداه
جاهد رسول الله مع صحبه خيار المتقين
بأرواحهم وأموالهم يرجون عند الله جزاه
قاموا على شرع الإله وباعوا الدنيا بدين
وارسوا تعاليم الشريعة والجهل ربي محاه
أكمل لنا الدين الحنيف ولا بقى شيء كنين
يفداه مالي والبنون وله أبي وأمي فداه
صلّى الله وسلّم على صحبه وآله أجمعين
اعداد من زار الحرم واعداد من طاف بحماه