إليهِ انتهاءُ المجدِ أمْ عندَهُ ابْتدا ؟
هو المجدُ ليس المجدُ إلّا مُحَمَّدا
ولا يُعْذَرُ الحُسَّادُ في الغِلِّ مُطْلَقًا
ولكنَّهُ الإنجازُ يصْنَعُ حُسَّدا
بعيدٌ على أعدائهِ خَدْشُ ظِلِّهِ
كبعد الضَّلالِ الفَجِّ عن واضحِ الهدى
عصيٌّ على أعدائهِ حَجْبُ خيرِهِ
سُدى حَجْبُ نورالشمسِ ياجاهلًاسُدى
لهُ حكمَةُ الأشياخِ خيرِ أولي النهى
وعزمُ الشبابِ المستديمِ بِلا مدى
وحَسْبَ اقتضاءِ الأمرِ يعْرِفُ دِرعَهُ
أَحِكْمَتُهُ المطلوبُ ؟ أم عزمَهُ ارتدى
تأخّرَ حتى نستطيبَ بِجَذْرِهِ
ومن طيبِ بعضِ القولِ تأخيرُ مُبتدا !
فلم يترك الراياتِ حتى تَسَعْوَدَتْ
و لم يترك الإعجازَ حتى تَسَعْوَدا !
ألا أيُّها الهَطّالُ جودًا ورحمةً
وإنّك غيثٌ لا يُبارِحُ سَرْمدا
ألا أيُّها الأبطالُ أجمعُ عامدًا
لمْثلِكَ أنتَ الجمعُ لو كنتَ مُفرَدا
ألا أيُّها الأخلاقُ طبعًا ومنبَعًا
وحلّاً وترحالًا وفرعًا ومَحْتِدا
تواضُعُك الأخَّاذُ يَكْسوكَ هيبةً
جديرًا بها قد دُمْتَ خلقاً ومَشْهدا
ألا أيُّها الجبَّارُ فتكًا وغِلْظَةً
لكل أثيمٍ زاغَ أو باغٍ اعتدى
وزيرُ دفاعِ الدارِ سيفُ هجومها
فعَلِّ لنا الراياتِ دُمْتَ مُسَدَّدا
ودمت لنا ذخرًا وفخرًا وعزةً
وعزمًا وإخلاصًا وحزمًا وسؤدَدا
ودمت تقيَّ النفسِ للهِ خاضعًا
وذُلُّك للرحمنِ يُبْقيكَ سيِّدا
ألا يابْنَ عمِّ الفذِّ معنًى وقدرةً
وشعرًا فريدَ الصنفِ لَيْسَ مُقَلِّدا
ألا إنَّ مجدَ القولِ مجدُ قصائدي
وها أنذا أهديك شِعرًا مُخَلَّدا
أقلّي هو الإتقانُ كيفَ بأكثري
وعندي انتهى الإبداعُ مُلْكًا مشيَّدا
فلا يُعذرُ الحسَّادُ في الغلِّ مطلقًا
ولكنَّني الإعجازُ أصْنَعُ حُسَّدا