دمع عيني من فراقك ناظرُ *** يرقرقه إنْ لم ترقه المحاجرُ
فديتك ربعُ الصبرِ بعدكَ دارسٌ *** على أنّ فيه منزلَ الشوقِ عامرُ
يمثلك الشوق الشديد لناظري *** فأطرق إجلالاً كأنّكَ حاضرُ
وأطوي على حر الغرام جوانجي *** وأظهر أنّي عنك لاهٍ وصابرُ
عجبت لخال يعبد النار دائماً *** بخدّك لم يحرق بها وهو سامرُ
ألا يا لقومي قد أراق دمي الهوى *** فهل لقتيل الأعين النجل ثائرُ
وَأعجَب مِن ذا أن طَرفِكَ مُنذر *** يُصَدِّقُ في آياتِهِ وَهوَ ساحِرُ
وَهم خَبَّروني أَنَّ غُصناً قَوامُهُ *** تَيَقَّنتُ أَنَّ القَلبَ مِنّي لطائِرُ
يَكاد لِعَيني أَن يَفيضَ غَديرُها *** إِذا اِنسَدَلَت كَاللَيلِ تِلكَ الغَدائِرُ
وَما اِخضَرَّ ذاكَ الخَدُّ نَبتاً وَإِنَّما *** لِكَثرَةِ ما شُقَّت عَلَيهِ المَرائِرُ