ابونــا فلتاؤس السريانـــي شفيـــــــــــــــــــــع المستحيــــــــــــــل
ولد أبونا فلتاؤس من أبوين تقيين في قرية سخا بمحافظة كفر الشيخ عام 1922 وكان اسمه بالميلاد كامل وترتيبه الاخير من مجموع إخوته وهما....اوجينيه وماري واجيا وانجيل وعزيز وسعاد ثم اخرهم الابن (كامل), وقبل دخوله إلي الدير كان يعمل بالجيش الإنجليزي, وفي عام 1948 قدم استقالته وذهب إلي العزباوية -مقر الدير بالقاهرة- وقابل الأنبا ثاؤفيلس -المتنيح- رئيس دير السريان آنذاك, وطلب منه أن يترهبن بالدير
وفي الدير استقبله الربيتة -المشرف علي شئون الدير- وكلفه بالعمل في المطبخ العام ومطبخ الضيوف, وكان هو من نفسه يكنس الدير وينظف طرقاته ويهتم بنظافة الحمامات ويخدم الشيوخ الكبار ويملأ لهم المياه, ويحضر لهم نصيبهم من الطعام حتي قلاليهم فأحبه الجميع جدا.
وبعد مرور ثلاثة شهور وكان ذلك يوم الأحد 2 نوفمبر 1948 جاء الأنبا ثاؤفيلس إلي الدير وسأل الآباء عن الأخ كامل فأجمع الآباء علي تزكيته للرهبنة حتي إن الأنبا ثاؤفيلس استغرب من هذا, وكان عدد الآباء في ذلك الوقت 13 شيخا و3 من الآباءالجدد, وأمر رئيس الدير بدق جرس المجمع بالدير, وحضر كل الآباء إلي الكنيسة, وفتح الأنبا ثاؤفيلس ستر باب الهيكل وقال له: يا أخ اسمع ما أقوله لك قدام مذبح الله وقدام ملائكته وقديسيه, تكون مواظبا علي الصلوات والصوم والسهر والميطانيات وتحب إخوتك ولا تتكبر عليهم وتعيش باستقامة وطهارة روحية, أما الأخ كامل فكان يهز رأسه بالموافقة والطاعة.
ازداد أبونا فلتاؤس في النسك والجهاد الرهباني فتحركت مشاعره وانسكبت عليه نعمة الرب فكانت عيناه تفيضان بدموع منهمرة جعلته لا يشعر إلا بالسماء, وطلب من الرب يسوع أن يساعده ويسنده في طريقه, وأن يكون رفيقه في غربته, وجال بخاطره أن يتوحد بعيدا عن كل ما يشغله عن محبة ربنا يسوع المسيح, فطلب من الربيته أن يسمح له أن يسكن بالقصر القديم (حاليا الحصن) فأخذ قلاية بالدور الرابع بجوار كنيسة الملاك بالحصن وسكن بها ثلاث سنوات, ولم يكن في القلاية سوي حصيرة واحدة ينام علي نصها ويتغطي بالنص الثاني, وكان في الشتاء الشديد يدفئ نفسه بالميطانيات, وكان تدبيره أنه يعمل 500 ميطانية في اليوم ويصوم حتي المساء, وفي أثناء النهار كان يقرأ في المخطوطات عن سير القديسين وينسخ أقوال الآباء ويتأمل في كيفية محبتهم للرب يسوع.
صداقته للقديسين والشهداء
كانت له علاقة قوية بالشهيد مارمينا العجائبي, حيث خدم بديره بالإسكندرية عام 1960 وكان مسئولا عن المطبخ ونظافة الدير, وكان يقوم ليلا بتنظيف طرقات الدير دون أن يعلم أحد من يقوم بهذا العمل.
علاقته بالبابا كيرلس
حكي أبونا فلتاؤس أنه جاء عليه وقت لم يكن معه أي نقود, واحتاج إلي بعض ضروريات الحياة, فالتجأ إلي أبيه البابا كيرلس -وكان ذلك بعد نياحته- وطلب منه أن يرسل له ما يدبر به أموره ويسد عوزه.
ويقول أبونا فلتاؤس إنه منذ ذلك الحين والمال يأتيني دون انقطاع حتي إنني كنت أذهب إلي أقرب قرية للدير لأصرف كل ما أملك, وأعود وليس معي مليم واحد, لأني كراهب لا أحب أن أستضيف المال في قلايتي..! ولكن الله يأتيني به من حيث لا أدري!.
ذكرياته مع البابا شنودة
ترهبن أبونا فلتاؤس قبل البابا شنودة -أبونا أنطونيوس السرياني- بخمس سنوات, وكانت لهما ذكريات جميلة, حكي عنها أبونا فلتاؤس أنه عندما حضر البابا للدير في إحدي زياراته للدير ذهب أبونا فلتاؤس ليسلم عليه, فلما رآه سيدنا البابا قال له: مفيش حاجة أحسن من كده تلبسها يا أبونا؟. وأوصي البابا بإحضار ملابس كسوة لآباء الدير كله, أما أبونا فلتاؤس فأخذ الكسوة الجديدة وقال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ وتركها لأحد الرهبان في الدير.
هذا هو أبونا فلتاؤس السرياني.. اثنان وستون عاما من النسك والعبادة, تربي علي الإيمان الذي سكن أولا في أبويه وأجداده, فهو منذ الطفولة يعرف الكتب المقدسة, وتدرب أن يشبع ويجوع, فاستطاع بنعمة المسيح وبإرشاد روحه القدوس أن يتقوي وأن يجتهد عاملا لا بخزي حينما اتبع خبرات الآباء القديسين في صبرهم وفي محبتهم نسأل الله أن يعيننا كما أعانه لنكمل غربة أيامنا علي الأرض بسلام.
في هدوء وسلام رحلت روح الأب الراهب فلتاؤس السرياني إلي الفردوس بعد أن قضي أيام غربته علي الأرض في تقوي ونسك.
في فجر الاربعاء الموافق 17 مارس 2010 في حوالي الساعه 3ونصف صباحا تعرض ابونا لهبوط حاد في الدوره الدمويه تنيح ع اثره وانطلقت روحه الطاهره وسط تهليل جوقات الملائكه والقديسين ف احتفال سمائي بهيج ومهيب يليق بقديس ابينا فلتاؤس السرياني .......شفاعته تكون معانا امين