لما تكبر المدن ما بتقول "العمر غفلة"

بس القرى البريئة عم بتشيب من الأسمنت

والبحر قالوا انتحر يومٍ غرقت فيُّه طفلة

والجبل كل ما كفر، قال الشجر: "آمنت"

ولا حدا بسوق الناصرة قابل يشتري وجعي

أو يبادل قصّة حياتي على خمسة متر قماش

ولا عطار بسوق القدس قابل يخلط دمعي

وقلبي الحجر في عكّا مرمي بورشة القشّاش

بيوت ملانة برّادات فيها فريزا بكل أوضة

والبرد ساكن معنا وما بساهم بالمصروف

طعم الحكي الي بينّا كل ماله بزيد حموضة

وما بكسر سكوت الزعل إلا سؤال الخوف

لو يعصر حدا مخي كأنه زتون الرامة

لو جسر الزرقا ينفخ شي يوم بقلبي شراع

لو أقدر غرفة صغيرة برفح أهديها سلامي

أو من خزف الخليل يعملولي قناع

عم بزرع دربي الخضرا بكل شارع مش مزفّت

عم بجرّب أسبح جوّا الموج الي بتخطيط القلب

أبعد عن سيل المجاري في حارتنا كل م شتت

أهرب من جار يخرّف كيف خرّب أخلاقنا الغرب

سقف هارب من أساس، بدلِف كل م بكيَت إمّي

سور بطون وخط تماس، طوشة بين أبوي وعمّي

خوف معشش من زمان ع ضحكة ستّي سليمة

صوت رصاص وكت بساط والقصّة القديمة