كنا نصطاد القصائد الجيدة بصنارة أوشكت على الخرس،
كلما قرر أحدنا الانتحار نظر إليه الآخر،
أقول لصديقي بصيغة من صيغ المبالغة : الحياة صعبانة عليّ.
بالرئة ما يكفي من الغرق،
وبالعين ما يكفي من العمى،
و بنا مايكفي من كل ما لا نحب.
توقفت عن الغناء حين اختفى الهواء،
الصوت لا ينتقل في الفراغ يا ندى،
لهذا أيضا لم أعد اتصل بأصدقائي
نمشي في الطرقات
ونذبح كل المرايا التي لا نستطيع التكلم أمامها على راحتنا،
نشرخ حناجرنا بالصراخ
ونداء الله والموتى،
ثم نجلس كي نحكي الحواديت بصوت مبحوح،
وحولنا ما تبقى من المرايا.
أتذكر اقتباساتي التي أعيشها كتدريب يومي على التنفس
أحدُهم مَرّ من هنا،
أحدهم شاف هذا المُرّ.
أسألهم متى كانت آخرُ نهاية للعالم ؟
فينظرون إلى ساعاتهم المتوقفة
ويقولون لي : غدًا.. أو كمان شوية.