كان شريكي ف قطر تسعة وربع
وسيم , حزين
يمتلك شنطة سودا أرقامها سرِّية
ونضارة اتضحلي بسهولة
انها مش بسبعة جنية
زي نضارة الاشارجي ف شارع تمانية
كنا ف كابينة
مافيهاش شريك غيرنا
إلا شباك من حديد
وقطة بلدي
وسر مش عاوز يقوله
حتى لو لشريك كابينته ف قطر تسعة وربع
( إعلان صفيح عليه إسم قرية مغمورة )
هنا انتفض المسافر , وانتفضت معاه
كان المسافر
موعود بأصعب مرور ع القديم
شُفته
بيبُص م الشباك على القرية
زي طفل متعاقب من الوالد
فبيبُص ع الشارع بعين الحالِم الحزنان
كانت عنيه على شكل دراعين
بيجروا ياخدوا الذكريات بالحضن
ويسلّموا ع المارّة من شوقهم
وبين إصراره ع الكتمان
ونسبه عالية من تطفُّلي كشريك
كان لازم ادخل ف الرواية
وافترض أنسب سيناريو
حسب درجة حرارة دموعه
وشدة مسكته ف الحديد
هنا مثلاً :
عند الساقية القديمة
افترضت وجود صبيّة جميلة ف اللقطة
إذا كان بيبكي حتى هستيريا الفراق
لازم تكون ف القصة واحدة
حكمة بتقول :
“الأنثى
هي الوحيدة اللي ممكن توصل مسافر
للبُكا ”
هناك شُفتهم بيختلسوا لحظة م الزمن
وبيضحكوا من قلوبهم / عليهم
هي :
رسمت لها ف خيالي أب ف السبعين
ظالم كما كل أفلامنا الرومانسية
أكيد منعهم من متابعة مشهد الساقية
وداس على الوردة اللي جابهالها الحبيب ف العيد
بدأت ارتب كل تفاصيل النهاية المأساوية
كنهاية تنفع لواحد
لسه حتى الآن بيبكي ف الكابينة
وماسك ف الحديد بإيديه وبيتبّت
منين بييجي المطر ياعابر القضبان ؟
م السما الرحيمة بحلمنا وبحزننا
ولاّ من ذكرى المسافر فوق شريط القطر
وسألت :
ف القهوة اللي دايماً تحضن الأصحاب مساءً
كام مسافر زيه شايل سر ؟
وكام سر لحبيب ودع حبيبته عند باب الفقر ؟
وكام فقير فخ الظروف خلاه مهاجر ؟
وكام مهاجر خرج عن دايرة العايشين عشان بردان ؟
وكام بردان مايعرفش الدفا غير بُق م القهوة ؟
وكام قهوة بتحضن الأصحاب مساءً ؟
هنا
الترعه كانت بتقطع السكة انتصاف
والناس بعاد ع الضفتين
بس هو الفولكلور نفسه والملامح نفسها
يتهيألي
لما فارق حبيبته ع الساقية
أكيد جه هنا علشان يفكر ويبُص ع الدبلة بوجع
وأكيد
كان الناياتي مدّي ضهره لـ اللقا
وبيعزف اللحن الأخير – لحن المسافر
وقُلت :
هل كان فراق الوطن مُفزِع
علشان يعيط بشكل لايق ع الرحيل ؟!
هل كانت عيون البنت ثورة
علشان يفضلّها عن كل اللي كانوا ف الكازيينو ؟!
وهل لـ اللقا بعد الفراق صمغ مُتقَن
علشان يحنط إيدين المسافر ف الحديد بالشكل ده ؟!
إذاً
ف لشريكي حق الإجابة عن تساؤل شريكه
ومن حقه برضه يسكت للأبد
علشان تكون السيمفونيّة ملهِمة
وقُلت :
ياغريبة , ياقريبة
ياحضن من شوك الحضور بعد الغياب
يا أوسع الأبواب ف وش المطرودين
إزاي قابلتي الغريب بالحضن
ومنحتيه نصيبه م الإضاءة والرصيف والغيم
كان لازم انتي تكوني أصعب
زي أم حنون
بتطرد صديق إبنها لما بييجي غاضب من كلام أمه
وتقول له بكل ما في القسوة من رحمه :
” آسفة , مافيش مكان علشان تنام الليلادي ”
كان أولى بيكي ترفضيه
بدال ماتديه البديل عن وطن / منفى
وتوعديه بالمافيش
وقولي لي
كنتي مستنّيه إيه من يوم كهذا اليوم
من يوم يمر فيه المسافر ع التاريخ ويسِح دمع
وفاكرَه إيه
فاكراه إذا مرّت قصاده الذكريات
هيبُص م الشباك ويضحك للطفولة ؟!!
ولاّ هيبتسم لشريكه ف الرحلة
ويقول له بهدوء المُثقّف :
” على فكرة , أنا من هنا ”
فاكراه هيلعب دور مجرد عابر اللحظة
ويرجعلِك بنفس الشوق !
وقولي لي
إيه اللي ممكن تمنحيه لغريب غير اغترابُه
وغير نهايته الأنيقة فوق سرير ناعم ؟
مسكن ؟
بدله كريستيان ديور*
علبة سجاير (مارلبورو)
شنطة سودا أرقامها سريًه !
إيه اللي ممكن تمنحيه لغريب
غير الغريب لابس هدوم القريب
وبيمشي مش شايف
هنا / عند المحطة النهاية
والقطر بِيْشِدّ عجلاته بصدى موسيقار مريض
كان المسافر بيشد روحه م الحديد
وبينصهر مع فكرة العائد
المسافر
بص لي وابتسم
وكإنه قرّب م السيناريو المُرّ
والقصيدة انتهت على باب رجوعه للمكان
انتهت واللقطة أبشع ماتكون
والحلم واقف بين بينين محتار
فسيّب سطر من وجعه وكمِّل سطر
الأكيد ف اللقطه دي
إن انا
وشباك الحديد
والمسافر وقطته البلدي
كنا افتراض مجنون من شخص تاني
ماكانش أصلاً على متن هذا القطر