جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب
قالت يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب يا ولدي
يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداءاً للمحبوب
بصرت و نجمت كثيراً
لكني لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبه فنجانك
بصرت و نجمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضى أبداً في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه
وبرغم جميع سوابقه
و برغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
و برغم الريح و برغم الجو الماطر و الإعصار
الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار
بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا
لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها، من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها
من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود مفقود مفقود يا ولدي
ستفتش عنها يا ولدى فى كل مكان
و ستسأل عنها موج البحر و تسأل فيروز الشطاّن
و تجوب بحارا و بحارا
و تفيض دموعك أنهارا
و سيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدى ليس لها عنوان
ليس لها عنوان يا ولدى