دَعا أَعرَابِيٌّ في طَرِيقِ مَكةَ، فقالَ:
هَل مِن عَائدٍ بِفَضلٍ أو مُواسٍ من كَفافٍ فأُمسِكَ عَنْه فقالَ:
اللّهم لا تَكِلنْا إلى أَنْفُسِنا فَنَعْجَز.. ولا إلى النَاسِ فَنَضِيع
ودعا آخر فقال:
اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ أَنْ أَفتَقِرَ فِي غِنَاكَ. أو أَضِلُ في هُدَاكَ
أو أُذَلَّ فِي عِزِّكَ.. أو أُضَامَ فِي سُلطَانِكَ.. أو أُتَّهَض.
والأمرُ لَك.
وَدعَا آخرُ عِندَ المُلتَزَمِ فقَالَ:
اللّهُمَّ إنَّ لكَ عَلَيَّ حُقوقًا فتَصدَّقْ بِهَا عَلَيَّ.
وللنَّاسِ قِبَلِي تَبِعَاتٍ فَتَحمَّلْهَا عَنِّي.
وقَدْ أوجَبْتَ لِكُلِّ ضَيفٍ قِرَى.. وأنَا ضَيفُكَ
فَاجعَلْ قِرايَ الليلةَ الجنَّةَ.
ووقفَ شَيخٌ أعرابيٌّ عِندَ بابِ الكعبةِ فقالَ:
يا رَبّ، سَائِلُكَ عِندَ بابِكَ.. مَضَت أيامُه وبَقِيَت آثَامُه وانقطَعت شهوَتَه
وَبَقِيَت تَبِعَتُه فَارضَ عنه يا رب.. وَإن لم تَرضَ عنه فَاعفُ عنه.
فَقد يَعفو السيِّدُ عن عَبدِهِ وهو عنه غَيرُ راضٍ.
اللّهم إنّكَ أمرتَنا أن نعفُو عمَّن ظَلَمَنا.. وقد ظَلَمْنَا أنفُسَنا.
فاعفُ عنَّا. اللهم هَبْ لي حَقِّكَ وأرضِ عنِّي خَلقِكَ.
وقالَ سُفيَان بن عُيَيْنَة:
سَمِعتُ أعرابيًّا يقولُ عَشِيَةَّ عَرفَةَ: اللّهم لا تَحرِمْنِي خَيرَ ما عِنْدَك
بِشَرِّ مَا عِندي. وإن لم تَتَقَبّلْ تَعَبي ونَصَبي، فلا تَحرمنِي أجرَ المُصَابِ على مُصِيبَتِهِ
قال أعرابي:
اللّهم إنّك كَفَلْتَ لنا الرِّزقَ، وأمَرْتَنَا بالعِبادةِ، فَاكْفِنَا ما شَغَلْتَنَا بِهِ
عمَّا خلَقتَنا له؛ فَإنَّ مَا عِندَنَا يفنَى، وما عِندَكَ يبقَى ...