لا مفردات لدي تصف فيها الرحيل
لا بلاغةً، لا لغةً لا علامةً تصف فيها المستحيل
لو استطعت لكرهت الشعر والابيات
لو استطعت لهجت كموج البحر بتتوجك سماء
لم استطع ان اعطيكي غير الماضي وكتاباتي
عن ما قبل الفراق
اعطيتني منك سنوات، واخذت العمر
راحلةً دون عناء
تعبتُ من رحلةِ البحث بين سطور الشعر
تعبت سفني من الابحار
تعبت مراسيها
وتأبى ان تحط ب ميناء
ف هل للشعر موطنٌ كما سكنت حضنك يوماً
ام ان الشعر
مثلي اليوم دون مأوى ولا سكن
كشاهٍ تاهت في صحراء البُعد الخالي
بحثاً عن حضنك او عن بئر ماء
اسمى مراحل الكذب وصلها الشعراء
يقول احدهم:
انها صغيرتي اجمل النساء
اذكاهن احلى البنات
تعلمت الشعر منها وبجمال خطوتها
تمهدت ايامي لسنوات
يقول الاخر:
هل ذاق الحب مثلي احد؟
ام انني الوحيد الذي منح حقه في الحياة
ّف حب احيّاني واضاف الي
العديد من المذاقات
يقول اخر:
رحلت
رحلتِ .. ولم اسمع بعدك الا انين النايات
رحلتِ .. ولم تبقي على عهدٍ قطعته معي
يا اجمل الفتيات
بعدما ادخلتني جنةً
رحلتي بعيداً حيث لا وصول لي
حتى في الامنيات
وفي فراقك مت ملايين المرات
احيّني ارجوك والا
بقيت في غربة الظلمات
يا لهم من كاذبين
يحيكون الشعر شالاً يغنونه في الحب
بعد رحيل الحبيب
ينزعون الشال ليرتدوا معطفاً من الابيات الحزينةً
يرثون فيها البعد
الشعراء يموتون كتابةً لا من الهجران
الشعراء يحيون الصخر ويصفون البلدان
يبكوا العيون ويذهلوا الاذان
وفي نهاية المطاف يكذبون بوصف الحب، الالفه والحنان
كما انهم لا يعرفون وصف البعد، الرحيل، الوحدة، والفراق
فيصورونه الماً للقلوب والابدان
وانا مثلهم كاذب،
لا استطيع ان اصف بعدها، شوقي لها، وحدتي
ولا اجد وصفاً بالكلام
لو قلت ان بعدها يكويني،
فتعالوا واكوني
فهذا اسهل من ان لا تزورني في المنام
ولو قلت انني اموت في البعد،
فما انا الا متمني الموت على الغياب
ف في الموت راحةٌ
لكل شاعرٍ ولكل كذاب