أعلم أني ماض لا محالة
أعلم أني في طريق الموت أمشي
كل يوم أبني وهماً وأمالا
أظلمُ في فناء هذا الكون نفسي
وأمني ذاتي راضي بالجعالة
وأعظمُ في ظلام هذا الليل يأسي
أجمع من هنا ذهباً ومن هناك مالاً
وأدقُ مسماراً جديداً في نعشي
ليتني أكفُ عن البناء
أترك كل ما صنعت بلا وداع
ليتني أكف عن الحلم بالثراء
فما السعادة فيه إلا خداع
فلا سعادة في وادي البكاء
أو تشييد الحصون وإرتفاع القلاع
ولا في زيجة المرأة الحسناء
ولا في مجداً أو كرامة وأرتفاع
لا تبحث عنها خارجاً بعيداً
فهي أقرب لك من كل البشر
هي الرضا برزقاً فريداً
تسعى له فيكون لك القدر
هي في صرخة لخالقاً بديعاً
يشفي المريض ويرحم المنكسر
هو أقرب لك من حبلاً وريداً
فينجي نفسك من كل الضرر
يري دموعك ولها يستجيب
يعطي سعادة يزيل المحن
يرحم ويغفر وهو المجيب
يعطى ويُحيي ويمحي الظنن
عظيم الجلال إلهاً رقيب
يدبر ويرزق ويكشف الجنن
في قربه سعادة سلاماً عجيب
وفيه الكفاية وإليه الحنن
الجعالة: الثمن الذي جُعل للإنسان مقابل ما يقوم به
الظنن: الشكوك
الجنن: المستور
الحنن: الاشتياق والتوق إلى الله