"كان يا ماكان.. في قديم الزمان..
كانت هناك حديقة جميلة مليئة بالأشجار والزهور والعصافير، وعلى أحد الأغصان كانت تعيش العصفورة سوسو مع أمها في عش جميل، كانت سوسو تحب الطيران مع أصدقائها العصافير، ولكن لم يكن مسموحًا لسوسو بالطيران بعيدًا عن العش، وكانت أمُها تقول لها دومًا:
- انتبهي يا سوسو ولا تطيري بعيدًا عن العش، طيري بالقرب من العش فقط.
وكانت سوسو تستمع لنصيحة والدتها، وفي أحد الأيام قالت سوسو لأمها:
- أرجوك يا أمي أن تسمحي لي بالطيران بعيدًا، أريد أن أعرف المزيد عن الحديقة التي نعيش فيها.
حزنت الأم وقالت:
- لا يا سوسو فأنا أخاف عليك كثيرًا، وأخشى يا صغيرتي إن طرت بعيدًا أن تضلي الطريق، وأفقدك للأبد.
- أرجوك يا أمي اسمحي لي بذلك ولو لمرة واحدة، وأعدُك بأني ساكون حذرة ولن أبتعد كثيرًا.
- حسنًا يا سوسو ولكن انتبهي يا صغيرتي.
طارت سوسو فرحة ووقفت الأم تنظر إليها وتقول:
- يارب احفظ صغيرتي وأعدها إلي سالمة.
أخذت سوسو تطير بين الأغصان وتنظر هنا وهناك وهي فرحة جدًا، وبينما هي كذلك رأت عصفورًا صغيرًا يبكي على فرع شجرة قريبة.
- مالهذا العصفور يبكي؟
طارت سوسو ووقفت بجانب العصفور الصغير وقالت:
- ماذا بك يا صديقي؟ لماذا تبكي؟
- لقد جمعت الكثير من حبوب القمح في كيس صغير.. ولكن.. ولكن ضاع الكيس مني.. لهذا فأنا أبكي!
رق قلب سوسو للعصفور الصغير وقالت له:
- لا تحزن يا صديقي فسوف أجمع لك الكثير من القمح، انتظر هنا ولا تغادر المكان.
- شكرًا لك .. أنت طيبة القلب.
طارت سوسو وأخذت تنادي على أصدقائها، وعندما اجتمع الأصدقاء الصغار قالت لهم سوسو:
- أريد مساعدتكم يا أصدقاء في جمع حبوب القمح، فهناك على الفرع البعيد عصفورٌ صغيرٌ أضاع كيس القمح الذي تعب في جمعه وهو حزين، وأنا أريد مساعدته، فما رأيكم؟
وافق الأصدقاء على طلب سوسو وانطلقت العصافير الصغيرة لتجمع حبوب القمح، وبالفعل جمعت العصافير الكثير من حبوب القمح، وضعت سوسو حبوب القمح في كيس صغير وأغلقته بإحكام ثم أمسكت به وطارت.
وصلت سوسو إلى حيث يوجد العصفور الصغير وأعطته كيس القمح قائلة:
- إليك هذا القمح يا صديقي فلا تحزن، لكن حافظ عليه جيدًا.
- شكرًا لكِ أنت عصفورة رقيقة، ما اسمك؟
- اسمي سوسو، أليس لديك أصدقاء يا عزيزي؟ ما رأيك أن نكون صديقين؟
- ليس عندي أصدقاء لهذا كنت حزينًا وأبكي ولا أعرف ماذا أفعل، سأكون سعيدًا بصداقتك يا سوسو.
أصبحت سوسو صديقة للعصفور الصغير ، وعندما عادت إلى أمها وقصت عليها ماحدث، ابتسمت الأم واحتضنت سوسو وقالت:
- أنا فخورة بك يا سوسو، فما فعلته اليوم رائع.. رائع جدًا، وسوف أكافئك على ما فعلت بنزهة يومية بعيدًا عن العش يا صغيرتي الجميلة.
شكرت سوسو أمها وكانت سعيدة بمكافأتها.. وهكذا انتهت قصتنا يا أطفال."