اصْعَد بِعَزْمِكَ إنَّ المَجْدَ مُتَّصِلُ
وهل تَمَلُّ صُعُودًا أيُّها البَطَلُ
أنتَ المُفَكِّرُ قَدْ نادَتْكَ نَهْضَتُنا
أنتَ المُجَدِّدُ والمأمولُ والأمَلُ
أنتَ المُظَفَّرُ لا تُثنيك مُعْضِلَةٌ
أعداءُ هِمَّتِكَ التَّقْصيرُ والكَسَلُ
مِقْدامُ عَصْرِكَ لا تخشى مَخاطِرَهُ
تَمضي وعَزْمُكَ لا يُوهي بِهِ كَلَلُ
لَوْ عَمَّ عَزْمُكَ في الأصقاعِ لَانْدَثَرَتْ
أعتى المَصاعِبِ واسْتَعْصى بِها الزَّلَلُ
تُقصي الجَهالَةَ تُهْدي النّاسَ مَعْرِفةً
والنَّاسُ ما بَرِحوا أعْداءَ ما جَهِلوا
تَمْضي بِحُلْمِكَ بِالإصْرارِ تَجْعَلُهُ
رأيَ العِيانِ لَكَ الأحلامُ تَمْتَثِلُ
أحْنَتْ لِرؤيَتِكَ الأكوانُ هامَتَها
واسْتَعَجَبَ الغَدُ ماذا يَصْنَعُ الرَّجُلُ؟
كَمْ شَاعَ قَبْلَكَ أقوالٌ بِلا عَمَلٍ
حتّى أتَيْتَ فَكانَ القَوْلُ والعَمَلُ
إن قُلْتَ سوْفَ وحَرفُ السينِ تنطِقهُ
في التَّوّ ِ قَوْلُكَ بالأفعالِ يَكْتَمِلُ
ترنوا إليك جُموعُ النَّاسِ مُصغِيةً
والخَصْمُ يُنْصِتُ والأقوامُ والدُّوَلُ
يُهدي حديثُكَ كُلَّ الشّعْبِ طَمْأَنَةً
أمّا العدُوُّ فَقَدْ أودى بِهِ الوَجَلُ
إنْ كُنْتَ تُشْعِلُ نورًا يُسْتضاءُ بِهِ
فالنَّارِ في كَبِدِ الحُسَّادِ تَشْتَعِلُ
أنْتَ الهلاكُ لِباغٍ لا يكّفُ أذًى
أنتَ الملاذُ لِمَنْ ضاقَتْ بِهِ السُّبُلُ
أنتَ الكريمُ بِلا منّ ٍ ولا هدَفٍ
والجُودُ فيكَ أصيلٌ ليس يُفْتَعَلُ
أنْتَ المُسَدَّدُ رَأْيًا والجَسُورُ فَمَا
تَرضى القُعُودَ بِهَمِّ النَّاسِ مُنْشَغِلُ
أنْتَ العَطُوفُ إذا ما ضاقَ مُنْكَسِرٌ
أنت الدَّواءُ إذا ما شَاعَتِ العِلَلُ
أنْتَ الغَضوبُ إذا ما مُهْجَةٌ ظُلِمَت
أنت الثَّباتُ إذا ما زاغَتِ المُقَلُ
ما قُلْتُ فيكَ أبا سَلْمانَ يَجْعَلُني
رَغْمَ الأُنوفِ بِتاجِ الشِّعْرِ أحْتَفِلُ
فالشِّعْرُ مَمْلَكَةٌ تأبى لها مَلِكًا
قَدْ قالَ شِعْرًا ولَمْ يُضْرَبْ بِهِ المَثَلُ