1. يا صديقي لست أدري ما أنا ** أو تدري أنت ما أنت هنا
أنت مثلي تائه في غربة** و جميع الناس أيضًا مثلنا
نحن ضيفان نقضيَ فترة ** ثم نمضي حين يأتي يومنا
عاش آباؤنا قبلًا حقبة ** ثم ولى بعدها آباؤنا
قد دخلت الكون عريانًا ** فلا قنية أملك فيه أو غنى
و سأمضي عاريًا عن كل ما ** جمع العقل بجهل واقتنى
عجبًا هل بعد هذا نشتهي ** مسكنًا في الأرض أو مستوطنا
غرنا الوهم ومن أحلامه ** قد سكرنا وأضعنا أمسنا
ليتنا نصحو ويصفو قلبنا ** قبلما نمضي وتبقى ليتنا
2. لست أدري كيف نمضي أو متى ** كل ما أدريه إنا سوف نمضي
في طريق الموت نجري كلنا ** في سباق بعضنا في إثر بعض
كبخار مضمحل عمرنا ** مثل برق سوف يمضي مثل ومض
يا صديقي كن كما شئت إذًا ** و اجر في الآفاق من طول لعرض
إرض آمالك في الألقاب أو ** إرضها في المال أو في المجد ارض
و اغمض العين وحلق حالما ** ضيع الأيام في الأحلام واقض
آخر الأمر ستهوى مجهدًا ** راقدًا في بعض أشبارٍ بأرض
يهدأ القلبُ وتبقى صامتًا ** لم يعد في القلب من خفق ونبض
ما ضجيج الأمس في القلب إذًا ** أين بركانه من حب وبغض
3. قل لمن يبني بيوتًا ههنا ** أيها الضيف لماذا أنت تبني
قل لمن يزرع أشواكًا كفى ** هو نفس الشوك أيضًا سوف تجني
قل لمن غنى على الأهواء هل ** في مجيء الموت أيضًا ستغني
قل لمن يرفع رأسًا شامخًا ** في إعتزاز في إفتخار في تجني
خفض الرأس وسر في خشيةٍ ** مثلما ترفع رأسًا سوف تحني
قل لمن يعلو ويجري سابقًا ** يا صديقي قف قليلًا وانتظرني
نحن صنوان يسيران معًا ** أنا في حضنك مل أيضًا لحضني
قل لمن يعتز بالألقاب إن ** صاح في فخره من أعظم مني
نحن في الأصل تراب تافه ** هل سينسى أصله من قال أني