ممثلة عراقية ولدت في اسرة برجوازية اقرب الى الغنى.. والدها سعيد شوقي كان ضابطا في الجيش ووالدتها من اصل تركي.. شقيقها الوحيد مدحت انتحر شابا بعد اشتراكه في معركة دنكرك مع الجيش البريطاني.. سكنت عائلتها الحلة لفترة ثم هربوا منها اثر المذبحة التي اختلقها الاتراك في تلك المنطقة ابان العهد العثماني وقتل خلالها والدها.. وبعد مدة من الاستقرار في بغداد تركت مديحة دراستها الثانوية لتتزوج من ابن عمها وكان ضابطا في الجيش ايضا وانتقلت معه الى كركوك مقر عمله.. ويبدو ان حياتهما الزوجية كانت فاشلة فانتهت بالطلاق لتعود مديحة الى والدتها في بغداد وتعيش من المورد القليل الذي تتقاضاه عن طفلتيها.. رغم هذا فكثيرا ماكانت تشاهد برفقة والدتها حاضرة في اغلب العروض المسرحية.. اخيرا دفعها حبها للتمثيل مع الحاجة الى المادة الى الانتماء لفرقة الشبلي حيث عملت فيها لفترة طويلة ثم فصلت من الفرقة بعد سفر الشبلي، اقنعها احدهم بالعمل في ملهى (الهلال) طمعا باستغلال جمالها.. ولما علم زوجها الاسبق سحب ابنتيه منها وارسلهما الى اقاربه في اسطنبول ولم يسمح لها برؤيتهما بعد.. واصلت مديحة سعيد عملها في الملهى وكبرت شهرتها كما كانت عليه، لقد اغتنت بسرعة.. وكان بوسعها جمع ثروة طائلة ولكن يبدو انها لم تحمل هذا الامر اهمية ما.. ولان الذهب انهال عليها بلا حساب..انفقت ايضا بلا حساب.. وكانت مبذرة تقادفتها التيارات العفوية، واتخذت المصادفة منهجا لها.. على انه رغم كل ما في سيرتها من هنات لانستطيع الا ان ننحاز لجانبها، ان لم يكن لطبيعتها الانسانية المرحة فلطيبتها المفرطة. *العودة الى المسرح ثم.. ان مديحة سعيد وهي في غمرة حياتها الصاخبة هذه لم تنس ولعها بالتمثيل وعشقها الاوحد للمسرح، فكانت اضافة لعملها في الملهى تمثل وتتعاون مع الفرق المسرحية المتواجدة بلا مقابل متحملة مسؤولية الوقت والجهد فمئات ادوار البطولة في مسرحيات عديدة منها (فتح بيت المقدس) و(روميو وجولييت) (شارلون) للشيخ سلامة حجازي،، الزوجة الخائنة وغيرها..