سعدون العبيدي احد ابرز المخرجين المسرحيين العراقيين ، في تشكيل فرقة (مسرح الرسالة ) عام 1972 وكانت تضم مجموعة خيرة من المسرحيين والسينمائيين واصحاب التقنيات في الصوت والاضاءة والديكور ، فاصبح رئيسها منذ ذلك العام حتى مرحلة نهاية التسعينات من القرن الماضي ، وقبل ذلك كان العبيدي من المؤسسين للمعهد العالي للتمثيل في دولة الكويت بمعية المخرج والممثل المصري الرائد زكي طليمات ، عند عودته الى بغداد ، ساهم العبيدي في تشكيل فرقة (مسرح الرسالة ) عام 1972 وكانت تضم مجموعة خيرة من المسرحيين والسينمائيين واصحاب التقنيات في الصوت والاضاءة والديكور ، فاصبح رئيسها منذ ذلك العام حتى مرحلة نهاية التسعينات من القرن الماضي ، حيث أوكلت مسؤولية ادارة الفرقة الى الفنان السينمائي سلام الاعظمي . وقبل ذلك كان العبيدي من المؤسسين للمعهد العالي للتمثيل في دولة الكويت بمعية المخرج والممثل المصري الرائد زكي طليمات ، فكان عليه ان يواجه المتشددين بهذه الدولة في كل يوم ، ولكن بطريقتنا الخاصة وبأسلوبنا واعرافنا المسرحية العراقية وعندما تسارعت الاحداث بينه وبين هؤلاء المتشددين خاب أمله بهم كما خاب بطليمات ، فكلاهما أفلس من أخيه.
كان اسم سعدون العبيدي بالنسبة لجيلي ، ونحن نخطو خطوتنا الاولى في الفن المسرحي في أوئل العقد السبعيني المنصرم، اسما لامعا ومثيرا للاحترام على الفور.
اذ ان اسمه قد بدأ يلمع على الفور حينما استدعته الفرقة القومية للتمثيل كمخرج مسرحي معتمد في برامجها الموسمية طيلة سنوات ذلك العقد ثم أوكلت اليه مهمة تأسيس النواة الاولى لمسرح الطفل في العراق بمعية الفنان قاسم محمد ومؤلف الاطفال الراحل عزي الوهاب ، دشن فيه العبيدي مدرسته الراقية في هذا المسرح : ملتزمة دون أن تكون متزمتة ، هادفة وممتعة في الوقت نفسه ، راقية دون تعال على الاطفال واليافعين والفتيان، ، وشديدة الحساسية بمشكلات الناس دون ان تتملقهم ، وكانت مسرحيته (زهرة الأقحوان) أنموذجا متفردا لمسرحية الطفل في العراق ، على الرغم من المسرحيات العديدة التي نهضت بها هذه المدرسة العبيدية الرصينة .
المدهش انه بكل هذه الرصانة او الهدوء الذي يتسم به ، كان وكأنه يمسك بعصا سحرية ، ما ان يمس بها العرض او الفرقة التي يتولى مسؤوليتها حتى تتحول الى شيء راق وجديد تماما ، أيا كان حالها قبل قدومه . حدث هذا بعد ان تولى مسؤولية بناء (الفرقة القومية للتمثيل) في البصرة – مسقط رأسه ومدينة صباه وشبابه – حيث دشن معالم هذه الفرقة الوليدة في سنوات الثمانينات ، بمعاونة كتابها وممثليها ومخرجيها ، أمثال بنيان صالح وصبري العطية وحميد مجيد مال الله وحميد صابر ومحمود ابو العباس وعواطف السلمان ، وغيرهم الكثير...
يوم تعرفت على الفنان سعدون العبيدي في وقت متأخر من سنوات التسعينات الماضية ، هالني انه يعرفني من خلال تتبعه لما اكتب حول مشهدنا المسرحي العراقي ، ووعدني بمفاجأة صغيرة ان لبيت الدعوة في يوم تال . وحصل اللقاء بيننا في اليوم الثاني ، اذ وجدته يقدم لي رزمة من اعداد (مسرحنا ) التي اصدرتها الشعبة المسرحية في نقابة الفنانين عام 1977 تحت اشرافه الشخصي وبأدارة احمد فياض المفرجي واديب القله يجي ، وفيها البعض من مساهماتي النقدية المبكرة في المسرح في ذلك العام ، فكان ذلك باعثا لدهشتي الشديدة ، اذا بدا لي مدهشا ان يكون هذا الفنان البالغ النجاح في إداراته وفنه رجلا بمثل هذه الذاكرة او هذا الهدوء من السكينة واحترام المقابل من الناس خلال 48 ساعة من اللقاء به او التعرف عليه.