موسيقار عراقي وعازف عود مشهور، ولد في مدينة الموصل شمال العراق عام 1928 ، كان والده يعمل في صناعة بعض أنواع الآلات الموسيقية الوترية كالعود، وكان والده عازفا ومغنيا أيضاً.
درس الموسيقى مع اخية جميل بشير في معهد الفنون الجميلة وعلى يد الموسيقار وعميد المعهد الشريف محي الدين حيدر ، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة في أواخر أربعينيات القرن الماضي وقام عند عودته بالتدريس في معهد الفنون الجميلة في عصره الذهبي لمادة الموسيقى والصولفيج وتخرج على يده العديد من موسيقي تلك الأيام، مرحلة ازدهار الفن العراقي الأصيل. درس فن الموسيقى في أرقى المدارس النموذجية في بغداد (أسس مدرسة الموسيقى والباليه مع الفنان المونولجست عزيز علي ) فأنشأ بذلك جيلا من محبي ومتذوقي الموسيقى، ويعتبر من العازفين المؤثرين في الموسيقى العربية في العصر الحديث
عمل في التدريس والتأليف الموسيقي للكثير من الأناشيد الوطنية للمدارس ورياض الأطفال والتي لا زالت آثارها باقية في ذاكرة العديد من الناس الذين عاصروها خلال تلك الفترة, وكذلك كان أستاذاً في معهد الدراسات النغمية وأكاديمية الفنون الجميلة, في العقد الأخير من عمره لم يكن يميل للظهور الفني في وسائل الإعلام, لأنه لم يكن راضياً بالمستوى الفني, فقضي أيام شيخوخته يستذكر العديد والكثير من الحوادث والقصص والذكريات التي مرت عليه منذ صباه في مدينته ومسقط رأسه الموصل وقد قام بتدوينها على شكل مجموعات لكل حقبه من حياته.
يعتبر منير بشير الابن الثاني لعائلة بشير القس عزيز، بعد شقيقه الأكبر جميل، وقبل شقيقه الأصغر فكري، إلى جانب شقيقاته الثلاث. ولد في الموصل في عائلة يعلو بين جنباتها صوت الموسيقى، آلياً على العود، حيث كان الوالد عازفاً قديراً وصانعاً لبعض آلات الوترية، التي من بينها العود, وغنائياً، على صوت حناجر الوالد أيضاً، الذي كان يتمتع بصوت رخيم شفاف ساعده كثيراً في أداء تراتيل كنيسته السريانية الأرثوذكسية شماساً في خدمتها.
أتجه منير بشير منذ نعومة أظفاره نحو الموسيقى، وتأثر خاصة بشقيقه الأكبر جميل، يعزف على الكمان والعود في البيت، قبيل رحيله إلى بغداد للالتحاق بدراسة الموسيقى في المعهد الموسيقي الذي عرف فيما بعد بمعهد الفنون الجميلة. وهكذا انتقل تأثير الأجواء الموسيقية إلى كافة أفراد العائلة.
التحق منير بمعهد الفنون الجميلة عام 1939، ليدرس العود على يد الشريف محي الدين حيدر (أستاذ وعازف بارع للعود والجلو) وليتخرج فيه عام 1946وقد تأثر كثيراً بأستاذه حيدر، وأخذ عنه أساليبه التقنية المتقدمة في العزف. كما كان الأمر عند شقيقه جميل. بينما تأثر زملاؤه سلمان شكر وغانم حداد وسركيس آروش بالروح الشرقية التقليدية.
مارس العمل الفني في الفرقة الموسيقية التابعه لإذاعة بغداد، وفي تلفزيون العراق بعد تأسيسه عام 1956، عازفاً ومخرجاً موسيقياً ثم رئيساً لفرقة الاذاعة ومن بعد رئيساً لقسم الموسيقى. كما مارس التدريس في المعاهد. وأسس له معهداً خاصاً باسم (المعهد الأهلي للموسيقى)، وصار رئيساً لجمعية الموسيقيين العراقيين. وفي العام (1948) تسلّم رئاسة القسم الموسيقي في إذاعة بغداد، وفي عام(1954) قام بإخراج أول عمل تلفزيوني، إذ كانت رغبته الاتجاه نحو الإخراج التلفزيوني.
أول رحلة له في عالم الموسيقى قام بها كانت إلى اسطنبول وبعد ذلك ذهب إلى بيروت حيث تعرف على الأخوين الرحباني، وسجّل بعض الأغاني مع السيدة (فيروز) كعازف على آلة العود، ثم لحن لها عدّة أغاني منها: يا حنينة، يا حلو يا قمر، هيك مشي الزعرورة وغيرها الكثير .
ثم سافر إلى بريطانيا ليدرس الإخراج، وخلال وجوده في لند ن سجّل للإذاعة البريطانية (56) مقطوعة موسيقية . لكنه لم يتابع دراسة الإخراج في بريطانيا بعدما أكتشف أنّه يجد ذاته في الموسيقى وبالأخص العزف على آلة العود، فذهب إلى هنغاريا وقرر أن يدرس ويستقر هناك لأن لهنغاريا حسب رأيه رابط تاريخي مع منغوليا و منغوليا كان لها رابط تاريخي مع السومريين. وهناك درس الموسيقى من جديد في أكاديمية (فرانس ليست)، ودرس التربية الموسيقية على يد الموسيقي الهنغاري الكبير(سلطان كوداي) وهناك تزوج من فتاة هنغارية وأنجبا ولديهما:عمر وسعد .
جاهد منير بشير للخروج بالآلة الموسيقية العربية من محدودية استعمالاتها بشكل ثانوي في مصاحبة الغناء. مؤكداً قدراتها الواسعة غير المحدودة في الأداء والتعبير. انطلاقاً من تطوير أسلوب التقسيم التقليدي إلى سياحة آفاقية من الارتجالات الحرة المؤسسة على الانتقالات المقامية العربية، بعيداً عن التطريب المفتعل. فصار بحق صاحب مدرسة متفردة في هذا المجال، اقتدى بها العديد من معاهد الموسيقى في العالم العربي، وصار أسلوبه واضحاً في أداء معظم عازفي العود المحدثين العرب. إذ تحول أداؤه من شكل العزف المتوسِّل للإعجاب، إلى منطلقات تأملية وجدانية، فكأن المستمع داخل صومعة متعبد تستوجب الإنصات التام بكل خشوع.
حققت له جولاته العديدة والمتكررة في معظم أقطار العالم، استزادةً في المعرفة وإتساعاً للخبرة، لترسو عنده بقناعة صميمة ضرورة الحفاظ على التقاليد الموسيقية بكل طقوسياتها، وتقديمها بما يتوافق مع روح العصر، دون الخروج من لبوس الموسيقى العربية هوية انتماءٍ وإصالة مفاهيم وتعبير جمالي.
توفي منير بشير في 28 أيلول 1997 في العاصمة المجربة بودابست على أثر نوبة قلبية قبيل رحلة فنية له للمكسيك.