مؤلف سوري في مدينة حلب العام 1920 ودرس القانون في جامعة دمشق بعد الحرب العالمية الثانية وبداية عهد الاستقلال. وغادر في مطلع الخمسينات الى باريس لمتابعة التخصص فالتحق بجامعة السوربون. الا انه تعرض للملاحقة من السلطات الفرنسية بسبب نشاطه التضامني مع الثورة الجزائرية فقطع دراسته وفر عائداً الى سورية، ليعمل محامياً ويواصل كفاحه السياسي والحزبي حتى ذاع صيته، واصبح من اقطاب "المعارضة" داخل البرلمان في فترة الوحدة بين سورية ومصر، وكان له فضل الأسبقية في التحذير من الأخطاء التي تقع ومن تهديدها للوحدة. أما في الفترة التي عرفت باسم "الانفصال" فقد قاد النحوي المقاومة الشعبية في حلب ضد الانفصال وحمل السلاح فحكم عليه بالاعدام غيابياً، واستطاع التواري عن الانظار الى ان سقط حكم "الانفصال" بحركة 1963 العسكرية التي قادها حزب البعث. وفي العام 1970 اختاره الرئيس حافظ الأسد في اول حكومة شكلها بعد الحركة التصحيحية التي اوصلته للقيادة وزيراً للعدل. وظل في هذا المنصب أحد عشر عاماً متتالية. وبعد ان خرج من الحكومة اعتزل النشاط العام وتفرغ للكتابة محاولاً التعويض عن الانقطاعات المتكررة التي اتسمت بها تجربته جراء انصرافه الى العمل السياسي في اوسع ميادينه.
كانت مجموعته القصصية الاولى صدرت العام 1948 بعنوان "كأس ومصباح" وهي شأن كل الاعمال الاولى للكتّاب والمبدعين اتسمت بقلة النضج والاستغراق في الهموم الذاتية والتعبيرية الانشائية والعاطفية. وبعد عامين اصدر مجموعته الثانية "من دم القلب" التي كانت اكثر نضجاً وعمقاً واحتوت على اقاصيص عاطفية واخرى ذات هموم وطنية واجتماعية عامة. وفي السنوات اللاحقة انقطع النحوي عن التأليف متفرغاً للنشاط السياسي المضطرب في سورية الخمسينات. ولكنه عاد العام 1962 بروايته الاولى "متى يعود المطر" التي صدرت عن دار الطليعة في بيروت وأرّخت لتجربة الوحدة بين سورية ومصر. ثم ما لبث ان اصدر العام 1964 روايته الثانية "جومبي وفي منتصف السبعينات صدرت للكاتب روايته "قد يكون الحب" عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق، وهي تسجل لمحات من الكفاح الفلسطيني. وفي العام 1980 صدرت روايته "تاج اللؤلؤ" التي تصور تحرير مدينة القنيطرة من الاحتلال الاسرائيلي العام 1974. وبعد عام واحد صدرت روايته الخامسة "سلام على الغائبين" عن دار الوحدة في بيروت، وهي تروي الوقائع الكاملة لمعركة بطولية خاضها عدد صغير من الجنود السوريين على جبهة الجولان العام 1967 ضد قوات الاحتلال قبل وقوع النكسة، وتصور شجاعة هؤلاء الجنود واستبسالهم ما أخّر سقوط موقعهم وتسبب بعرقلة تقدم الجيش الاسرائيلي يومين كاملين. واستعان النحوي بوثائق وملفات وزارة الدفاع السورية لكتابة هذه الرواية بطريقة لا تبتعد كثيراً عما حدث بالفعل في "كل انفجار".
وفي العام 1985 ظهرت للكاتب الراحل مجموعته "سلاح الاعزل" عن اتحاد الكتّاب العرب محتوية مجموعة اقاصيص من احداث حربية جرت في حربي 1967 و1973 ثم عدوان اسرائيل على لبنان العام 1982. وفي العام 1991 ظهرت روايته "آخر من شبه لهم" التي تروي بالطريقة الواقعية الدقيقة نفسها احداث عملية "الطائرة الشراعية" الفدائية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان اواخر العام 1987 وكانت بمثابة شرارة اشتعال "الانتفاضة" الفلسطينية بعد ايام.
وفي العام 1993 نشرت دار طلاس في دمشق مجموعة النحوي القصصية الاخيرة "كلمة ذوي الشهيد" التي تتضمن قصصاً من وحي بطولات الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة اثناء الانتفاضة. توفي العشرين من تموز يوليو عام 1998
