ممثل سوري من مواليد حي البزورية في مدينة دمشق . لقب ب فنان الشعب. متزوج وله ستة أولاد من بينهم المخرج سيف الدين سبيعي والممثل الراحل عامر سبيعي.
رائد من رواد الفن في سوريا شبّ على حلم الفن، متحدّياً إرادة والده والمحيط. الأمر الذي لم يكن سهلاً في الشام بعد الاستقلال، حيث كان يطلق على الممثل لقب «المشخصاتي» وكان يعتبر التمثيل عيباً اجتماعياً ما اضطرّه إلى البدء باسم فنيّ هو «رفيق سليمان».
في عمر ثماني سنوات، بدأ يحضر الموالد النبوية برفقة أخيه وكثيراً ما كان ينسل راكضاً باتجاه المنشدين مغنياً معهم التواشيح والأناشيد الدينية، في المنزل كان لا يحلو له مذاكرة دروسه الا على صوت اسطوانات أم كلثوم وعبد الوهاب، وكثيراً ما كانت تستدعيه والدته ليغني لنساء الجيران حين يجتمعن في حوش الدار مستمتعين بجمال صوته، في أعراس حي البزورية الذي ولد وتربى به، كان حضوره لافتاً بمثل هذه المناسبات وهو يغني لكارم محمود وعبد العزيز محمود وعبد الغني السيد، ومنولوجات شكوكو واسماعيل ياسين، بدأ يصطدم بعد ذلك بالمنظومة الفكرية التقليدية السائدة اّنذاك التي تنبذ الفنان وتعتبر الغناء شيئاً معيبا، فكان جزاؤه الطرد خارج المنزل والاختباء داخل الخان او النوم عند الفران.
لم يكمل دراسته بعد الإنتهاء من المرحلة الابتدائية وبدأ يعمل خياطاً ليساعد والده في تحمل أعباء ومصاريف المنزل، لكنه لم ينجح في مهنة الخياطة .
بدأ وهو في سن مبكرة المشاركة في نوادي الكشافة وتمكن خلال هذه الفترة من إظهار مواهبه في الغناء والعزف والتمثيل.
بدأ مسيرته الفنية أواخر الأربعينيات بتقديم مقاطع كوميدية ارتجالية على مسارح دمشق ونواديها الأهلية، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في فرقٍ فنيّة عدة كفرقة «علي العريس»، «سعد الدين بقدونس»، «عبد اللطيف فتحي»، «البيروتي»، و«محمد علي عبدو»، ومن «المسرح الحر» بدأ بتقديم مسرحيات يتخللها أُغنيات خاصة به مثل «بالمقلوب»، «طاسة الرعبة»، «مرتي قمر صناعي»، و«صابر افندي». كما أسهم في تأسيس عدد من الفرق المسرحية الناشئة بعد الاستقلال (1946).
أواخر خمسينيات القرن الماضي قدم شخصية «أبو صيّاح» الشخصية الاشهر له أوّل مرّة عن طريق المصادفة، حين أراد الفنّان أنور المرابط أن يتغيبّ عن أداء فصل كوميدي يلعب فيه دور العتّال في إحدى مسرحيات الراحل عبد اللطيف فتحي. كان رفيق سبيعي يعمل وقتها ملقماً في مسرحه، ، واعتبر هذا الدور نوعاً من الامتحان يمهد له الطريق كممثل، استعار الشروال وباقي الاكسسوارات، ففوجئ به عبد اللطيف فتحي عندما رآه على المسرح، وجسّد الشخصية على طبيعتها كما تبدو في الحياة. وقتها شاهد أدائه المرحوم حكمت محسن، وتنبأ له بالنجومية منذ ذلك الحين.
كما حضر عرض هذه المسرحية صباح قبّاني أول مدير للتلفزيون السوري، وبقيت في باله. وعندما تأسس التلفزيون عرفّه إلى الراحل نهاد قلعي، والفنّان دريد لحّام، وبدأت مسيرة «أبو صيّاح» التلفزيونية مع «غوار الطوشة» و«حسني البورظان».
كانت بداية ظهوره في التلفزيون في مسلسل مطعم السعادة (1960) مع دريد لحام ونهاد قلعي وتوالت أعماله بعدها، حيث شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية السورية. اهمها: ليالي الصالحية – الطير – ايام شامية - رقصة الحبارى – مقالب غوار – صراع الزمن – طالع الفضة.
الجوائز:
أول وسام ناله في حياته «نوط الفداء» الذي منحته إياه منظمة التحرير الفلسطينية في عام تأسيسها 1964.
أطلق عليه الرئيس السوري الراحل "حافظ الأسد" لقب فنّان الشعب في ثمانينيات القرن الماضي.
منحه الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2008، وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة.
نال عام 2008 جائزة ادونيا لمسيرة حياته عن مجمل أعماله.
توفي في دمشق عام 2017 عن عمر ناهز 86 عاماً، بعد مسيرة فنيّة طويلة كان خلالها أحد أعمدة الدراما السورية، في المسرح والتلفزيون والإذاعة والسينما وقد دفن في مقبرة باب الصغير بعد تشييعه في جنازة شعبية حاشدة.