إنْ كانَ دِينُ مُحمدٍ لَمْ يَسْتَقِمْ
إلاّ بِقَتْلِي يا سُيوفُ خُذيني
هذا دَمي فَلْـتُـرْوَ صادِيةُ الظُّـبا
مِنْـهُ وَهذا لِلرِّماحِ وَتيني
أَنْفَقتُ نَفسي في رِضاكَ ولا أرا
ني فاعِلاً شَيئاً وأنتَ مُعيني
خُذْها إليْكَ هَديَّةً تَرضى بِها
يا ربِّ أَنتَ وَلِيُّها مِن دُوني
هٰذي رِجالي في رِضاكَ ذَبائِحٌ
ما بَيْـنَ مَنْحُورٍ وبَين طَعينِ
رَأسي وأَرْؤُسُ أُسرَتي مَعَ نِسْوَتي
تُهدى لِرِجْسٍ في الضِّلالِ مُبينِ
وإِلَيْكَ أَشكو خالِقي مِن عُصْبَةٍ
جَهِلوا مَقامي بَعدَما عَرَفُوني
جَعَلوا عِظامي مَوْطِئاً لِخُيولِهِمْ
يا ربِّ ما ذَنْـبٌ بِهِ أَخَذوني
ماءُ الفُراتِ مُحَلَّـلٌ لِكلابِهِمْ
وأنا الّذي مِن وِرْدِهِ مَنَعوني
مِيراثُ جَدّي خالِصٌ لي دُونَهُمْ
ما بالُهُمْ عَن إِرثِــهِ طَرَدُوني
هذا وَ قدْ كُنتَ الرَّقيبَ عَلَيْهِمُ
يُؤْذيكَ ما مِنْ فِـعْلِـهِمْ يُؤْذيني
لَمْ يَبْقَ لي شَيْءٌ أَعُـدُّ نَفيسَهُ
لِرِضاكّ إلاّ وارِثي و أَميني
هذا عَليلِي لا يُطيقُ تَحَرُّكاً
لَوْ يَستَطيعُ بِنَفْسِهِ يَفديني
أَبْقَيْتَهُ لِيَكونَ بَعدي مُوضِحاً
لِلنّاسِ غامِضَ سِرِّكَ المَــكْنونِ
يا أيُّها المَـلِكُ المُحَجَّبُ وَثْـبةً
يَعْنو لَها بِالذُّلِّ كُلُّ حَرُونِ
أَتُرى سِواكَ اليومَ راتقُ فَتْقِها
هَيْهاتَ لَيْسَ سِواكَ بِالْـمَـأمُونِ
ذَهَبَ الحُسينُ بِطِخُيَةٍ لَمْ تَنْكَشِفْ
إلاّ بِضَوْءِ حُسامِكَ المَـسْنونِ
خَشَعَتْ لَهُ حَتّى السِّباعُ قلوبُها
وَ تَرَقْرَقَتْ حَتّى عُيونُ العِين ِ
غَضِبَ الإلٰـهُ لِعَقْرِ ناقَةِ صالِحٍ
حتّى أذاقَهُمُ عَذابَ الهُـونِ
وَ ابْنُ النَّبِيِّ رَضيعُهُ في حِجْرِهِ
رَضَعَ السِّهامَ بِنَحْرِهِ المَطعونِ
غَوْثاهُ مِنْ ذِكراكِ وَقْعَةَ كَرْبلا
يا أُمَّ كُلِّ حَزينَةٍ وَ حَزينِ
لاقى الحُسَينُ بِكِ المَنونَ وإنّني
لاقَيتُ فيكِ عَنِ الحُسينِ مَنوني
يا بَيْضَةَ الإسلامِ أنْتِ حَرِيَّةٌ
بَعدَ الحُسينِ بِصَفقَةِ المَغبونِ
أعطى الّذي مَلَكَتْ يَداهُ إِلٰهَهُ
حتّى الجَنينَ فِداهُ كُلُّ جَنينِ
وَ بِيَوْمِ قالَ لِنَفْسِهِ مِنْ بَعدِ ما
أدّى بِها حَقَّ المَعالي بِيني
إنْ كانَ دينُ مُحمّدٍ لَمْ يَسْتَقِمْ
إلا بِقَتلي يا سيوفُ خُذيني