يا خالِقَ الأكوانِ يا باري الوَرى
يا عالِمًا سِرَّ القُلوبِ بِلا مِرا
يا أيُّها المعبودُ مِنْ كُلِّ الأُمَمْ
يا مُوجِدًا هذا الوُجودَ مِن العَدَمْ
يا ناظِرًا عُمْقَ البُحورِ معَ القِمَمْ
ومُحجّباً عَنْ دَرْكِ أَبْصارِ النَّسَمْ
وَمِنَ الرُّموزِ بهِ اليَقينُ تَقَرَّرا
يا لاجِمَ الأَبْحارِ عنْ جَرَيانِها
يا مانِعَ الأَمْطارِ عَنْ طَوَفانِها
يا رافِعَ الأَفْلاكِ في أَوْطانِها
ومُدَوِّرَ الأرْضِ مَع أرْكانِها
وَلَها جَعَلْتَ بِكُلِّ قُطْبٍ مِحْوَرا
إنّي أَتَيْتُكَ بِالدُّموعِ الذُرَّفِ
وَلَظى النَدامَةِ لائِحٌ لا يَنطفي
وطرحتُ ذاتي عندَ بابِكَ فَالْطُفِ
يا ربَّ كُلَّ تَلَطُّفٍ وَتَعَطُّفِ
عَفْوًا لِعَبْدٍ بِالذُّنوبِ تَسَعَّرا