ظلم وظلام نخوة الجاهلية
عاشت بها مكة قبل نور الإسلام
عادات وأفكار وطبايع رديّة
صارت شرايع من دساتير وأحكام
البنت توأد بين الأموات حيّة
وأموات سادت بين الأحياء بأوهام
أوثانهم صنع اليدين الهبيّة
أربابهم جمع التماثيل وأصنام
الخلق تاهت في ظلام الخطية
بأفكار راجت كلها بين ظُلّام
جهلاً عليهم ساد صبح وعشيّة
الكل في دوامة التيه نيّام
يعطون جزية مالهم والهديّة
الأحجار خرسة ما تسولف بالأحلام
الله اصطفاهم من شعوبٍ عليّة
واختار منهم مصطفى سيد الأنام
نوراً سطع من عند رب البَريّة
في مولده تلألأت ديرة الشام
طفلاً ورغم الهمّ عينه فضيّة
بالرغم من صدّ القرايب والأرحام
ما فيه خصلة شرّ ولا أذية
ربّاه من يكتب مقادير الأيام
صادق أمين ومؤمن بالسجيّة
حتى قبل جبريل ينزل بالإلهام
متواضع في كل أمور الرعية
قائد حكيم وقبلها يرعى الأغنام
الي كفوفه للمكارم نديّة
روحي فدا أبو الكرم وابن الأكرام
بالطّيب والأخلاق له جاذبية
تكبر على مرّ الليالي والأعوام
بعثه ربّي رحمةً سرمدية
للناس كل الناس ولكل الأقوام
مكارم الأخلاق عنده جليّة
ريث الأوامن والفقارى والأيتام
أسس حضارة للزمان أبجدية
تبقى بمضمار الحضارات قدّام
له معجزاتٍ للخلايق عصيّة
بها عدوّه ينصفه قبل الأرحام
وجه القمر يشق له واهنيّه
وجذع الشجر يبكي من الشوق والهيام
غيّر مسار أمة هزيلة شقيّة
تشكي من أمراض التّخلف والأوهام
في حضرته صارت متينة قوية
صرحاً شمخ بين المخاليق وأهرام
للخلق كان المدرسة الهاشميّة
تعجز بها كلّ الدفاتر والأقلام
دعواه وصلت للبلاد القصيّة
رحمة وفال الخير من عام إلى عام
هذي هداياه الكريمة العذية
تبقى لنا تاجاً على الرؤوس ووسام
يا سيّد الثقلين وش في يديّ
غير الدموع ببادي الأمر واختام
على زمانٍ كانت الناس حيّة
في أمةٍ كانت على الناس حُكّام
واليوم صرنا لال بالمهمهية
هياكلٍ تمشي على الأرض وأجسام
من يوم طشنا بكذبة العالمية
وضعنا بتدليس الصحايف والأعلام
لكن رجانا لو تطول الأسية
نرجع الغابر عهدنا رغم الآلام
صلّى عليك المقتدر يا نبيَّ
أعداد هبات الهبايب والأنسام